recent
أخبار ساخنة

## كايت وينسلت وتايتانيك: عندما يتحول النجاح إلى ساحة معركة للتنمر

 

 

##  كايت وينسلت وتايتانيك: عندما يتحول النجاح إلى ساحة معركة للتنمر

 

لم تكن رحلة كايت وينسلت نحو النجومية مفروشة بالورود، فبينما حقق فيلم "تايتانيك" نجاحاً عالمياً باهراً، حملت رياحه العاتية معها عاصفةً من الانتقادات اللاذعة التي استهدفت  الشابة وينسلت،  ليس فقط بسبب وزنها، بل بسبب مظهرها بشكل عام،  مُشكّلةً  ندبةً عميقة في ذاكرتها المهنية والشخصية.


##  كايت وينسلت وتايتانيك: عندما يتحول النجاح إلى ساحة معركة للتنمر
##  كايت وينسلت وتايتانيك: عندما يتحول النجاح إلى ساحة معركة للتنمر

  بعد عقود من هذا الحدث، عادت وينسلت لتتحدث عن تجربتها المؤلمة، مُلقيّةً الضوء على ثقافة التنمر السائدة في هوليوود، ومدى تأثيرها على حياة الفنانين.

فى حوار أخير لها

في أحد حواراتها الأخيرة،  انهارت وينسلت باكيةً وهي تستذكر  الانتقادات القاسية التي تعرضت لها  بعد إصدار الفيلم الأسطوري عام 1997.  لم تكن مجرد تعليقات عابرة، بل كانت حملة منظمة من التنمر،  استهدفت جسدها ووزنها  بشكل مباشر،  مُصّورة إياها  بصورة  مُشوّهة  بعيدة  عن  واقع  جمالها  وطاقتها  الفنية.  تُشير  وينسلت  إلى  أن  هذا  التنمر  لم  يقتصر  على  النقاد،  بل  امتدّ  ليشمل  الجمهور  والصحافة،  مُشكّلاً  ضغطاً  نفسياً  هائلاً  على  ممثلة  شابة  في  بداية  مشوارها.

 

  • لم تكن كلمات النقاد مجرد وصف موضوعي
  •  بل كانت  مُحمّلةً  بالسخرية  والازدراء.
  •   فقد  وصفها  بعضهم  بأنها  "جامدة  ومن  دون  حراك"  في  فستانها 
  • خلال  حفل  توزيع  جوائز  غولدن  غلوب
  •   مُضيفين  أن  عليها  ارتداء  فستان  بمقاس  أكبر. 
  • تلك  الكلمات،  البسيطة  في  ظاهرها،  كانت  حملات  إعلامية  مُتعمّدة  لإذلال  ممثلة  شابة
  •   أثّرت  بشكل  عميق  في  نفسيتها  وثقتها  بنفسها.  
  • الأمر  لم  يقتصر  على  وزنها،  بل  امتدّ  لشمل  مظهرها  العام
  •   فقد  قيل  إنها  لم  تُزين  وجهها  بالمكياج  وأن  التجاعيد  ظاهرة  على  وجهها
  •  ما  يُبرز  نقص  الاهتمام  بالمظهر  الجمالي  المتوقع  من  نجمة  هوليوود.

 المفارقة

و هنا تكمن  المفارقة،  فبينما  كانت  وينسلت  تُجسّد  شخصيةً  قوية  وشجاعة  في  الفيلم،  كانت  تُهاجم  بشراسة  بسبب  مظهرها  الخارجي.  لم  تُعامل  كفنانة،  بل  كمنتج  يُقيّم  على  أساس  معايير  جمالية  ضيقة  ومُفرطة  في  التشدد.  هذا  يُظهر  ازدواجية  المعايير  في  صناعة  الترفيه،  حيث  يُتوقع  من  الممثلات  النساء  الامتثال  لصور  نمطية  ومُثالية  لجمال  غير  واقعي.

 

  1. و لكن  قصة  وينسلت  ليست  مُنعزلة
  2. فهي  تُمثّل  حالةً  عامة  تعاني  منها  الكثيرات  في  العالم  الفني.
  3.   فالمعايير  الجمالية  المُفرطة  في  التشدد  تُضعف  ثقة  المرأة  بنفسها 
  4. وتُعيق  نموها  المهني.  هذه  المعايير  لا  تُفرض  فقط  على  الممثلات
  5. بل  على  جميع  النساء  في  مجتمعاتنا،  مُسببة  القلق  والضغط  النفسية.
  6.   ويتساءل المرء: هل تُطبق هذه المعايير نفسها على الممثلين الرجال؟
  7.  هل تُنتقد لحية ممثل أو مظهره العام بنفس الطريقة؟
  8.  الجواب بكل تأكيد هو لا، مما يُبرز  التحيز  الجندري  في  تقييم  الأداء  الفني.

 معاناة وينسلت

لم تقتصر معاناة وينسلت على فترة عرض تايتانيك فقط،  بل  بدأت  مشكلتها  مع  التنمر  في  وقت  مبكر  من  حياتها  المهنية.  تذكر  حادثة  مع أستاذ  التمثيل  أخبرها  بأن  عليها  التكيف  مع  كونها  "سمينة"،  مشيراً  إلى  أنها  ستضطر  لإداء  أدوار  الفتيات  البدينات  فقط.  هذا  التصريح،  الذي  يُعتبر مُهيناً  في  جوهره،  أثّر  بشكل  عميق  في  نفسيتها  ودفعها  إلى  إثبات  عكس  ما  قيل  لها.

 

  1. تُعتبر تجربة وينسلت  رسالةً  قويةً  لصناعة  الترفيه  وللجمهور  على  حدٍ  سواء. 
  2. فهي  تُطالب  بالتغيير  في  المعايير  الجمالية  المُفرطة  في  التشدد 
  3. وتُنادي  بضرورة  التعامل  مع  الفنانين  باحترام، 
  4. بغض  النظر  عن  مظهرهم  الخارجي. 
  5. تجربتها  هي  تذكيرٌ  بأهمية  التعاطف  والفهم  ودعم  المواهب  الشابة
  6. وإبعاد  التنمر  والانتقادات  اللاذعة.

 

بعد  سنوات  طويلة  من  المعاناة،  قررت  وينسلت  أن  تُوقِف  استماعها  لانتقادات  الجمهور،  واعتبرت  أن  الاهتمام  بآراء  الجميع  أمرٌ  مرهقٌ  وغير  مُنتج.  فقد  أدركت  أن  قيمة  الفنان  لا  تُقاس  بمعاييره  الجمالية،  بل  بموهبته  وأدائه  الفني.

 الختام

قصة كايت وينسلت  ليست  مجرد  قصة  ممثلة  تعرضت  للانتقاد،  بل  هي  قصة  معركة  ضد  التنمر  وثقافة  الجمال  المُفرطة  في  التشدد.  إنها  قصة  عن  القدرة  على  التغلب  على  الصعاب  وإثبات  الذات  والوصول  إلى  النجاح  رغم  كل  المُعوقات.  قصة  تُلهم  الجميع  بالصمود  والتحدي  والتغلب  على  الضغوط  النفسية  التي  تفرضها  المجتمعات  على  الفرد.  أكثر  من  ذلك،  هي  دعوة  لتغيير  نظرتنا  إلى  الجمال  وإلى  الفن،  لتبقى  الموهبة  هي  المقياس  الأهم  لنجاح  الفنان.


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent